مقالات

نفحات

خديم رسول الله بن زياد

سيّدَ البرية ومصطفى الله من خَلْقه؛ وخيرته من عباده صلّى عليك الله وآلك وسلم في كل طرفة عين ونفَس..

السلام عليك ملء الأرض والفضاء ..

السلام عليك ملء العوالم والكائنات..

السلام عليك ملء ما خلق الله وما ذرأ وما برأ..

تستوقف مُطالعَ سيرتك الشريفة وأحوالك المنيفة؛ مشاهد صدق وشواهد كرم !

ولقد تابعتُ منها أمرا يدعو للتأمل كيف انقلبت حال معاديك إلى محبة عارمة.. فنرى هندا وهي من هي لمّا أذعنت وآمنت وصدّقت وفي لحظة ميمونة يصير الجفاء وفاء، والبغضُ حبا !

ونرى الأمرَ ذاتَه مع صفوان وفضالة وشيبة رضوان الله على الجميع.

فصلى الله عليك ما أيمن وجهك، وأرحب جاهك، وأسعد قربك، وما أحلمك، وما أكرمك، وما أوصلك ..

وهذه نماذج لا تَبلى وأمثلة لا تنضب أسوقها إليكم معشر القرّاء الكرام:

1_جاءت هندُ بنتُ عُتبةَ بن ربيعةَ فقالت: يا رسول الله، والله ما كان على ظَهر الأرض أهلُ خباءٍ أحبَّ إليّ أن يذلُّوا من أهل خبائك، وما أصبح اليومَ على ظهر الأرض أهلُ خباءٍ أحبَّ إليّ أن يعزُّوا من أهل خبائك. كما في البخاري.

2_ قال ابن هشام : وحدثني : أنّ فضالة بن عمير بن الملوح الليثي أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح؛ فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضالة؟ قال : نعم، فضالة، يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال : ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شيء، كنت أذكر الله؛ قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: استغفِر الله. ثُمّ وضع يده على صدره فسكن قلبه؛ فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحبّ إلي منه قال فضالة: فرجعت إلى أهلي فمررت بامرأة كنت أتحدّث إليها، فقالت: هلمّ إلى الحديث، فقلت: لا، وانبعث فضالة يقول :

قالت هلمّ إلى الحديث فقلت لا ** يأبى عليك الله والإسلامُ

لوما رأيت محمدا وقبيله ** بالفتح يوم تكسّر الأصنامُ

لرأيتَ دين الله أضحى بيّنا ** والشرك يغشى وجهَه الإظلامُ.

3_ عن ابنِ شهابٍ، قال: غزا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلّم غزْوة الفتْح، فتْحِ مكَّة، ثُمّ خرجَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بِمن معه من المُسْلمين، فاقتتلُوا بحُنينٍ، فنصرَ الله دِينه والمُسْلمين، وأَعطى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم يومئذٍ صفْوانَ بن أُميّةَ مائةً من النّعمِ، ثُمَّ مائةً، ثُمَّ مائةً. قال ابنُ شهابٍ: حدّثني سعيدُ بنُ المسيّب، أنّ صفْوانَ قال: والله لقد أعطاني رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم ما أعطاني، وإنّه لأبغضُ النّاس إليَّ، فما برِحَ يُعْطينِي حتَّى إنَّه لأحبُّ النّاس إليَّ. رواه مسلم.

4_ روى الإمام البغوي في تفسيره بسنده : عن عكرمة مولى ابن عباس ، عن شيبة بن عثمان قال : لمّا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قد عري ، ذكرت أبي وعمي وقتل علي وحمزة إيّاهما ، فقلت : اليوم أدرك ثأري منه قال : فذهبت لأجيئه عن يمينه ، فإذا أنا بالعبّاس بن عبد المطلب قائما، عليه درع بيضاء كأنها فضة، يكشف عنها العجاج، فقلت : عمُّه ولن يخذله !

قال : فجئته عن يساره، فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فقلت : ابن عمه ولن يخذله !

فجئته من خلْفه، فلم يبق إلا أن أُسوّرَه سورةً بالسيف (أَرتفعُ إِليه وآخذُه كما في اللسان)، إذ رُفع لي شواظ من نار بيني وبينه كأنّه برق!! فخفت أن تمحشني (وَمَحَشَتْهُ النَّارُ وَامْتَحَشَتْهُ: أَحْرَقَتْهُ. اللسان) ؛فوضعت يدي على بصري ومشيتُ القهقرى، فالتفت رسول االله صلى الله عليه وسلم وقال : يا شيب، يا شيب ادنُ منِّي اللهم أذهب عنه الشيطان . قال : فرفعت إليه بصري ، ولهو أحبُّ إليّ من سمعي وبصري ، فقال : يا شيبُ قاتل الكفار . رواه البيهقي من حديث الوليد، فذكره ثم روى من طريق آخر عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم حنين، والله ما أخرجني إسلامٌ ولا معرفة به، ولكني أبيتُ أن تظهر هوازن على قريش، فقلتُ وأنا واقف معه : يا رسول الله ، إني أرى خيلا بُلقا، فقال : يا شيبة ، إنه لا يراها إلا كافر! فضرب بيده في صدري، ثم قال : اللهم اهد شيبة، ثم ضربها الثانية، ثم قال : اللهم اهد شيبة ، ثم ضربها الثالثة ثم قال : اللهم اهد شيبة .

قال : فوالله ما رفع يده عن صدري في الثالثة؛ حتى ما كان أحدٌ من خلق الله أحبَّ إلي منه… و ذكَر تمام الحديث في التقاء الناس و انهزام المسلمين ونداء العباس واستنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى هزم الله المشركين.

يا حبيبي أنت السّعادةُ تجري ** وعطاياك أنهرٌ وبحورُ

قد سعدنا بك اتّباعًا وحُبًّا ** وفداءٌ للنّحر منكَ النُّحورُ

فصلاةٌ عليك ما لاح فجرٌ ** بعد ليلٍ وما تبلَّجَ نورُ

وسلامٌ عليك يُكسب نصرًا ** وبه ازورَّ دوننا المحذورُ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى