الصفحة الأخيرةالأخبار

اكتشاف خلايا عصبية في المُخ لا تتفاعل إلا مع الغناء!

هل تعرف كيف يتفاعل دماغك مع الغناء؟ وما هي الخلايا العصبية التي تستجيب لذلك؟

هذا ما سعى لكشفه فريق من الباحثين بالاعتماد على تقنية جديدة، يطلق عليها اسم “التخطيط الكهربائي لقشرة المخ”، وكانت النتيجة غير متوقعة.

فللمرة الأولى على الإطلاق، نجح فريق من الباحثين في معهد “ماساشوسيتس للتكنولوجيا” بالولايات المتحدة في التعرف على مجموعة من الخلايا العصبية داخل مخ الانسان تتجاوب مع الغناء فقط، وليس مع باقي ألوان الموسيقى.

وتبين لفريق الدراسة أن تلك الخلايا العصبية التي توجد في القشرة السمعية داخل المخ تستجيب عندما يستمع الإنسان لمزيج من الألحان والأصوات، ولكنها لا تتجاوب عند الاستماع إلى الأصوات أو الموسيقى بشكل منفرد.

ويؤكد الباحثون أن هذه الخلايا تضيء عندما تستمع إلى الأغاني، ولكن تحديد الأشياء التي تفعلها هذه الخلايا على وجه الدقة ما زال يتطلب مزيدا من الدراسة والبحث.

ويقول “سام نورمان هايجنير”، أستاذ العلوم العصبية بالمركز الطبي التابع لجامعة “روشستر” بولاية نيويورك الأمريكية وطالب الدراسات العليا السابق في معهد ماساشوسيتس، إن هذه الدراسة تثبت وجود اختلاف دقيق بين وظائف الخلايا داخل القشرة السمعية لمخ الانسان.

ويوضح نورمان هايجنير أن “هناك مجموعة من الخلايا العصبية تستجيب لأصوات الغناء، وهي تقع بجوار مجموعات عصبية أخرى تتجاوب مع الموسيقى بشكل عام.

ويضيف “عند التصوير بواسطة الرنين المغناطيسي الوظيفي، فإنك تجد هذه المجموعات متداخلة بشكل كبير، بحيث لا يمكن الفصل بينها، ولكن عن طريق إجراء تسجيلات داخل الجمجمة، استطعنا إمعان النظر بدقة أعلى، واعتقد أن هذا ما أتاح لنا الفصل بين الفئات المختلفة من الخلايا العصبية داخل المخ”.

وفي إطار الدراسة، كان الباحثون يعرضون المرضى لـ165 صوتا، وهي الأصوات التي سبق استخدامها في التجربة السابقة باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي. وتبين خلال هذه التجارب أن بعض الأقطاب المثبتة داخل القشرة السمعية للمرضى تلتقط إشارات كهربائية، بعكس أقطاب أخرى كانت لا تسجل أي استجابات عند الاستماع للأصوات.

واستطاع الباحثون عن طريق منظومة للتحليل الإحصائي تحديد أماكن الخلايا العصبية التي تنبعث منها هذه الاستجابات وأماكنها من واقع أماكن الأقطاب الكهربائية المثبتة داخل المخ.

وذكر نورمان هايجنير، في تصريحاته التي أوردها الموقع الإلكتروني “سايتيك ديلي” المتخصص في الأبحاث العلمية، أنه “عندما قمنا بتطبيق هذه الوسيلة على البيانات المتاحة لدينا، تبين لنا أماكن الخلايا العصبية التي تتجاوب مع الأغاني”، مؤكدا “نحن لم نكن نتوقع أن نصل إلى هذه النتائج، ولكن هذا هو ما يبرر التجارب العلمية وهو اكتشاف أشياء جديدة لم تكن تفكر فيها في المقام الأول”.

ويقول الباحثون إن الجزء الذي يستجيب لأصوات الأغاني داخل المخ يقع أعلى الفص الصدغي، بالقرب من الأجزاء الخاصة باللغة والموسيقى.

ويشير هذا الموقع إلى أن هذه الخلايا ربما تتفاعل مع عناصر معينة مثل أصوات الألحان، أو التمازج بين الكلمات والنغمات، قبل أن ترسل هذه البيانات إلى أجزاء أخرى من المخ لمعالجتها على نطاق أوسع.

ويأمل الباحثون أن يتعرفوا على ألوان الأغاني التي تستثير هذه الخلايا العصبية، كما يسعى فريق الدراسة إلى تحديد ما إذا كان الأطفال لديهم مناطق معينة داخل المخ للتعرف على أنواع الموسيقى والغناء، في محاولة تحديد الفترة التي تتطور فيها هذه الخلايا خلال مراحل النمو المختلفة للإنسان.

المصدر: دوتشيفيله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى