وادان يا ياقوتة البلدان ** تيهي بسورك قاهر الملوان
أسد على ثغر الصحاري رابض ** لا يختشي من صولة العدوان
سورت تيجان الفلاح مهيبة ** علما وتمرا رائقا للجاني
منك استقت شنقيط علم شموسها ** وبه إلى تيشيت ركض هجان
كل الأسانيد انتهت برجالها ** ونقولها للقاسم الوَدَّانِي
هذي شواهد من تشيت يسوقها ابـ ** ـن امبوجه يرعاها عن النسيان
يزجي الركائب من تيشيت مدارها ** للحج أو لمدائن السودان
كانت أزوگي فحزت عنها مجدَها ** ورويت عن عياض خير بيان
من ذا يساميك السمو وعندنا ** قول ابن رازگة العظيم الشان
“جالت بكم في كل مكرمة يد” ** وهو المجلي في الوطيس الآني
وادان تحكي والزمان زمانها ** والناس أهل إيه يا واداني
عن ألف عام أورثتنا مصحفا ** نبآى به وبرسمه العثماني
وابن الحبيب عن الحبيب تصافحا ** يرويه سلسلة إلى العدناني (ص)
وبنوك في سنغان أرسوا دولة الـ ** إسلام والإيمان والإحسان
مدوا شعاع الدين في آفاقه ** تغزو المراكب سائر البلدان
نال الحجيج بك “المنى” فغدا الهدى ** “مننا” تجوب شواطئ الإسبان
ومن الجزائر قر عينا فارتوت ** أرض الجنوب بهديه الرباني
وادان عودي حَصِّنِينَا عَلَنًا ** بك نستفيق لحسنا الإنساني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قيلت بمناسبة “مهرجان مدائن التراث”، الذي ينظم هذه الأيام بمدينة وادن التاريخية.
** الإشارة في هذا البيت إلى قول ابن رازگة من قصيدة يمدح بها أهل وادان أيام دراسته عندهم:
أحرزتم السبق يا أعلام وادانا ** لا زلتم فوق ذاك الواد سكانا
جالت بكم همم في المكرمات كما ** جالت بسيف الذي في رأس غمدانا
ومصدر هذه القصيدة مخطوط في مكتبة محمد الشيخ بن حمد، إمام الجامع في مدينة وادان.
ما شاء الله قمة في المعنى والتعبير
بارك الله فيكم