السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك يا أزكى الناس طيبا ويا أحلى الناس شذا ويا أجمل الناس محيا وقامة ..
السلام عليك يا أعظم الناس رحمة وأكرم الناس يدا.. وصلى الله عليك ما حنّت روح لرؤياك واشتاقت نفس للقياك.. وصلى الله عليك ما طابت مجالسة سيرتك وتيسرت متابعة هديك..
حدثنا عبد الله بن سلام رضي الله عنه فقال:
لمَّا قدم النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم المدينة، انجفل النّاسُ قِبله، وقيل: قد قدم رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلّم، قد قدم رسولُ الله، قد قدم رسولُ الله ثلاثًا، فجئْتُ في النَّاس، لأنظر، فلمّا تبيّنتُ وجهه، عرفتُ أنّ وجهه ليس بوجه كذّاب، فكان أوَّلُ شيءٍ سمِعتُه تكلّم به، أن قال: يا أيّها النّاس أفشوا السّلام، وأطعِموا الطّعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا باللّيل، والنّاس نيام، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ.
ألا ما أجمل الانجفال نحو المحبوب والانصراف بالكُلّيّة إليه !
وما أحسن ما امتلأت به شعاب وسكك طيبة الطيبة: قد قدم رسول الله.. قد قدم رسول الله.. قد قدم رسول الله..
وحريّ أن تعمّ البهجةُ أرجاءها وتكون كما قال سيدنا أنس رضوان الله عليه : لمّا كان اليومُ الّذي دخل فيه رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة أضاء منها كلُّ شيءٍ!!
ولله درّ الجواري النّجاريات وهُنّ ينشدن فرحا بعدما نزل بدورهنّ حبيبنا صلى الله عليه وآله وسلم:
نحن جوار من بني النجار ** يا حبذا محمدٌ من جار
ويسائلهنّ بأبي هو وأمي أتُحببني فيقلن: نعم
فيخاطبهن: الله يعلمُ أنّ قلبي يُحبُّكنَّ..
ألا ما أعظم الفرح به وما أغلى جائزته السّنية.
هو النعمة الكبرى.. هو الرحمة العظمى..
وبديهٌ أنّ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رآه موفق إلا أحبه وآمن به وأذعن للحقّ إيمانا وإسلاما، وتلقّى هذه التوجيهات النبوية الشريفة بالتسليم والرضا فكانت نبراس حياته ومدار منهاجه.
انظر مُحَيّا رسول الله يغشاه ** ىنورٌ منيرٌ فما أبهى محيّاهُ
والله عظّم خُلْق المصطفى أزلا ** وليس أعظم ممّا عظّم الله.