حواراتالأخبار

الشيخ عمر الفتح لـ”إحاطة”: الراديكالية السياسية وشخصنة الحزب من أهم أسباب انسحابنا من “تواصل”

قال القيادي بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، ورئيس تيار “راشدون” سابقا، الشيخ عمر الفتح، إن “الانهماك الدائم في المعارضة الراديكالية، دون تحكيم للعقل والمنطق السياسي، وشخصنة التسيير السياسي للحزب”، من أهم “دوافع خروجه من (تواصل)”.

وعَبَّرَ عمر الفتح عن اقتناعه بأن “عودة مجلس الشيوخ هي عودة طبيعية لمسار دستوري خرقته التعديلات الدستورية المتعسفة، رغم سقوطها مرتين عَبْرَ مجلس الشيوخ، وعَبْرَ المقاطعة الشعبية الواسعة للاستفتاء”.

وطالب عمر الفتح، في مقابلة شاملة مع موقع “إحاطة”، “بالتراجع عن كل تلك التعديلات الدستورية بما في ذلك العَلَم والنشيد”، مشددا على أن “معالجة أخطاء التعديلات الدستورية  ينبغي أن تكون جزءًا من الحوار والتشاور السياسي المرتقب”.

وتناولت المقابلة، التي أجرتها “إحاطة” مع القيادي الإسلامي البارز، أسبابَ انسحابه من “تواصل”، وتقييمه للدورة الأخيرة للمجلس الوطني للحزب الحاكم، ودور السناتور محسن ولد الحاج في إسقاط التعديلات الدستورية، وضمور الجانب الدعوي لدى الإسلاميين في مقابل تضخم الجانب السياسي لديهم، ومواضيع أخرى.

إحاطة: انتهت قبل أيام فعاليات المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية دون تغيير في هيئاته، فكيف تقيمون دورة المجلس المتأخرة عن موعدها؟

الشيخ عمر الفتح: يسعدني أن أشكركم في البداية، وأرجو لكم من الله التوفيق في مهمتكم الإعلامية، وبالنسبة لدورة المجلس الوطني، فقد جاءت بعد خروج البلاد بحمد الله تعالى من الأزمة الصحية، وما فرضته من إجراءات احتياطية، وقد جاءت معزِّزَةً لمسار الحزب، ولِمُؤَسَّسِيَّتِهِ، ومُزكية لأداء قيادته.

وباعتبار عضويتي في المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، فإنني أرى أن أداء المجلس في نقاشاته وقراراته كان جيدا وموضوعيا، ومعربا عن مؤسسية الحزب، وأرجو أن يكلِّل اللهُ قادمَ الأيام بمزيد من الإنجازات والفعالية السياسية التي ما فتئ الحزب بقيادة أخي وصديقي المهندس سيدي محمد ولد الطالب أعمر يواكب بها برنامج فخامة رئيس الجمهورية، إسنادا سياسيا وعملا مجتمعيا فعالا.

إحاطة: لو عدنا إلى الوراء قليلا، ماهي أبرز أسباب انسحابكم من حزب تواصل، وهل ترون أنها كانت مقنعة؟

الشيخ عمر الفتح: هنالك أسباب متعددة لانسحابنا من حزب “تواصل”، وهي الأسباب التي يعززها الحزب المذكور ويمارسها لحد الآن رغم كل الهزات التي تعرض لها، ومنها على سبيل المثال:

– الانهماك الدائم في المعارضة الراديكالية: دون أن يكون ذلك موزونا بميزان العقل والمنطق السياسي، والاحتكام إلى الثوابت المبدئية والمتغيرات الواقعية، وإذا افترضنا أن المعارضة كانت موقفا وجيها خلال الفترات السابقة، فإن ترشح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني كان منعطفا سياسيا مهما في الحياة السياسية في البلد، وكان المنطق يفترض أن تكون كل القوى الوطنية في صف دعمه، وأن يتعزز هذا الدعم بعد انتخابه ووصوله إلى السلطة، حيث لم تعد هنالك دوافع منطقية لمعارضةِ وَطَنِيٍّ يعمل من أجل الإصلاح ومَدِّ جسور التهدئة والتعاطي الإيجابي مع مختلف القوى السياسية.

– شخصنة التسيير السياسي للحزب: وهذا دافع مهم من دوافع خروجنا من تواصل، بعد أن تحكم أشخاص محدَّدون في القرار السياسي للحزب، بحيث أصبح زمام الحزب بأيديهم دون غيرهم، وكان من دواعي الانسحاب أننا أصبحنا مع كثير غيرنا نشعر بأننا على الهامش، وأن التغييب عن قصد صار سنة سياسية لدى الثلة المتحكمة في الحزب.

وكدليل على ذلك فإن الاستشارة الحزبية التي نظمها الحزب قبل رئاسيات 2019، جاءت أغلبية الرأي العام الذي عبرت عنه القاعدة الحزبية وفق الخيارات التالية، وهي دعم مرشح موحد للمعارضة، فإن لم يتحقق ذلك، فالحياد السياسي من المرشحين، أو دعم المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني.

وقد ضربت قيادة الحزب بهذا الرأي، وتوجهت إلى ممارسة موقف سياسي اتضح مع الأيام الأولى أنه لا يمكن أن يحقق لتواصل وزنا ولا جماهيرية ولا تأثيرا سياسيا.

– أفق التغيير الإيجابي: الذي يمثله ترشح رئيس الجمهورية، وقد رأينا أن من واجبنا الديني والأخلاقي أن ندعم ترشح رئيس الجمهورية ونسانده، لما نعرفه فيه من كفاءة ووطنية وسعي للإصلاح، ومن دور مهم في  تجنيب البلاد كثيرا من المزالق السياسية والأمنية التي واجهتها خلال الفترة المنصرمة، ولذلك كان ترشحه بالنسبة لنا منعطفا مهما في مسار  البلد، وأفقا لا ينبغي التخلف عن دعمه.

إحاطة: هنالك تشكيك من بعض المراقبين في هذا الانسحاب، ويرونه توزيعَ أدوارٍ ومواقف بين الإسلاميين؟

الشيخ عمر الفتح: يندرج هذا التشكيك ضمن الأوهام السياسية السائدة، فما زال بعض الناس يرى أن التشتت والخلاف والتباين الذي طال مختلف القوى السياسية منذ الاستقلال إلى اليوم، ما هو إلا توزع وتنسيق، وهذا المنطق يخالف الطبيعة البشرية والمنطق السياسي، والخلاف الثقافي والفكري.

لقد كان وجودنا في “تواصل” عن قناعة، وكان انسحابنا عنه بناء على قناعة أنه انحرف عن الأفكار والقيم السياسية التي تأسس من أجلها، ولذلك غادرناه لأننا لا نريد أن نكون شركاء ولا جزءا من مسار مخفق، تتحكم فيه الشخصنة، والمغامرات السياسية.

ولا يخفى عليك أن العلاقات في السياسة تحكمها القناعات، وليس غير ذلك، وقناعتنا الآن أن المشروع السياسي لرئيس الجمهورية هو الإطار الوطني الوحيد للإصلاح.

إحاطة: هل أنتم راضون عن حجم ما عاملكم به النظام لحد الآن؟

الشيخ عمر الفتح: تدركون كغيركم ما لفخامة رئيس الجمهورية من تقدير واحتفاء بالشخصيات الوطنية موالية ومعارضة، ولا شك أن رئيس الجمهورية يدرك أهمية هذا التيار الذي سانده، وما يملكه من قدرات وطاقات علمية وفكرية وسياسية، وقد عبر لنا فخامة رئيس الجمهورية عن هذا التقدير تصريحا أكثر من مرة.

إحاطة: يلاحظ الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله تضخم الملف السياسي في أولويات الإسلاميين، وضمور الملف الدعوي وتراجعه، ألا تعتقدون أن هذه الظاهرة باتت بارزة في موريتانيا؟

الشيخ عمر الفتح: رغم تقديرنا لما يمثله فكر ومشروع فريد الأنصاري رحمه الله وغيره من ثراء وعمق في الفكرة الإسلامية، فإنني لا أشاطره هذا الرأي، واعتقادي أن قصور مفهوم الدعوة والتربية، وقَصْرَهُمَا على المواعظ والخطب المسجدية، والتربية الفردية، هو ما جعل هذا الطرح يبرز في السنوات الأخيرة، مغفلا بذلك عموم وشمولية الدعوة، حيث أن الإصلاح السياسي وتخليق الممارسات المجتمعية، هو من أوسع أبواب الدعوة، لمن أراد إصلاح ذات البين وتعزيز الحق، وتوسيع دائرة التعاون مع المصلحين في كل جهة ومكان.

وأعتقد أن الدعوة بخير، أو بعبارة أخرى أرى أن ما بين الجمعة إلى الجمعة هو ميدان دعوة في معترك الحياة، وإصلاح في كل مجالاتها، وليس هذا الأمر إنجازا خاصا بحركة إسلامية بل هو جهد المسلمين في كل مكان وزمن، ورسالة الإسلام في كل في كل بيت وفكرة ومنحى من مناحي الحياة، فلا خوف على الدعوة لأنه روح الإسلام والإسلام مستمر، المهم أن نفهمها فهما كاملا، وأن نعرف أنها ليست مهمة المجتمع بشكل عام، وليست منة من الحركة الإسلامية ولا لبوسا لها دون غيرها.

إحاطة: يرى البعض أن جاذبية الخطاب الإسلامي تراجعت بشكل عام، وخصوصا في موريتانيا لصالح الخطاب الفئوي والشرائحي؟

الشيخ عمر الفتح: هنالك بين فرق بين الخطاب الإسلامي وخطاب الإسلاميين، وأجزم بأن الخطاب الإسلامي متميز وثابت وغير متبدل ولا متغير في ثوابته وأسسه.

وملاحظة التراجع إنما تتوجه إلى خطاب الإسلاميين، وممارستهم فكرا وسياسة ودعوة، مدا وجزرا، وأداء وتقصيرا، ومن سنن لله تعالى أن لكل أمر جِدَّة، ولكل أمر فترة.

وأرى أن ما يحصل اليوم ليس تراجعا، بقدر ما هو تحولات في المسيرة الإسلامية، أو عبور من فترة شبابية الخطاب والحماس، إلى فترة تقتضي العقل والمرونة.

يبقى أن الخطاب الإسلامي الطبيعي بريء من الخطاب الشرائحي والفئوي، وأنه خطاب إصلاح وإنصاف ومساواة ورفعة ونصرة للمستضعفين والمهمشين، ولا يمكن أن تُسْتَنْبَتَ فيه دعاوى التمييز بين الناس أو التفاضل بينهم على غير أسس التقوى والعمل الصالح، كما لا يمكن أن تستنبت فيه دعاية الانتقام والتخوين وروح التحريض وخطاب العنف الفئوي، هما طرفا قصد ذميم، كما يقال وبين ذلك رؤية إسلامية واضحة، وموقف إسلامي صريح، ولا شك أن خطاب رئيس الجمهورية في مهرجان مدائن التراث في وادان كان تعبيرا واضحا وقيما عن هذه الرؤية الإسلامية، وتمثلا لها في القيم السياسية، التي ينبغي أن تسود، فَأَمْنُ المجتمع ووحدته ليست بضاعة للتربح السياسي ولا سُلَّمًا على ظهور الجماهير كما يفعل بعض السياسيين.

إحاطة: بعد عقود من الخطاب العاطفي هل تأكد بالفعل أن الإسلاميين لا يملكون خطابا مجتمعيا يميزهم عن غيرهم من القوى السياسية؟

الشيخ عمر الفتح: التيار الإسلامي كغيره من التيارات السياسية انطلق كما قدمتم من خطاب عاطفي أو خطاب ثوري، ثم استقرت به بعد فترة رؤية أكثر مرونة وتعاملا مع صعوبة الواقع، وتحولاته التي لا يمكن عبور أمواجها بالعاطفة والتحميس الجماهيري.

ولعلك تلاحظ معي ما نالته قوى يسارية عميقة بعد وصولها إلى الحكم في بلدان عديدة من تمكين وعون غربي ودعم أممي، وما أخفقت فيه هذه التيارات في مجال البناء والتنمية والأمن الاجتماعي.

إن كل ذلك يؤكد أن فكرة الدولة غير فكرة التمايز الإيديولوجي وأن المشتركات القيمية الكبرى كثيرة لدى العائلة الإنسانية بشكل عام، وهي أوسع وأكثر أواصر بين أبناء شعب واحد يجمعه الدين والوطن، والمصالح والآفاق المشتركة، فلذلك يمكن القول إن قطاعا واسعا من الإسلاميين يرون أن المشروع الأنجح للبلاد هو مشروع الإجماع الوطني والتكامل، والتعاضد الوطني مع المصلحين، وطبعا ما زالت هنالك ثلة أخرى تملك ضجيجا إعلاميا، وتختطف كثيرا من شعارات الخطاب الإسلامي، وتوظفها لصالح فئوية وانغلاق سياسي، لم يسهم في غير تآكل المشروع، وتحول نقاط قوته الطبيعية إلى مؤشرات ضعف شديد.

إحاطة: هل كان لمحسن ولد الحاج دور في إسقاط التعديلات الدستورية؟

الشيخ عمر الفتح: الأكيد أن الأخ والصديق محمد الحسن ولد الحاج، كان له دور مهم ومؤثر في حماية الدستور، وهذا الدور ظهر بقوة ووضوح في التصويت، وأعتقد أن مَن كان في موقعه السياسي يومها، يصعب عليه أن يؤدي أداء أحسن أو أكثر قوة مما قام به صديقنا محسن.

إحاطة: هل تطالبون بعودة مجلس الشيوخ؟ وهل لهذه المطالبة مصداقية؟

الشيخ عمر الفتح: أنا ضمن مجموعة من الزملاء الشيوخ، مقتنعون بأن عودة مجلس الشيوخ هي عودة طبيعية لمسار دستوري خرقته التعديلات الدستورية المتعسفة، والتي سقطت مرتين عبر مجلس الشيوخ، وعبر المقاطعة الشعبية الواسعة للاستفتاء.

ولذلك نطالب بالتراجع عن كل تلك التعديلات الدستورية بما في ذلك العَلَم والنشيد، لأن تلك التعديلات لم تمرر بطريقة دستورية، وينبغي أن تكون معالجةُ خطأ التعديلات الدستورية جزءًا من الحوار والتشاور السياسي المرتقب، ودون شك سنكون جميعا راضين بما يصدر عن الإجماع الوطني، ويسير وفق المقتضيات الدستورية والقيم الديمقراطية التي ينبغي أن تسود.

إحاطة: هل تعتقدون أن وزنكم الشعبي ومكانتكم في كيفه ما زالت بقدرها بعد انسحابكم من “تواصل”؟

الشيخ عمر الفتح: أنا بحمد لله تعالى ابن هذا الوطن، وأعتقد بحمد لله تعالى أن لي دورا ومكانة في مختلف أنحاء البلاد، ومن باب أحرى في ولاية لعصابه، ومن باب أحرى أيضا في مقاطعتي الحبيبة كيفه، وما زلت وسأظل ابن هذه المقاطعة التي أنجبت للبلاد مختلف القمم السياسية والفكرية والعلمية والأدبية والاقتصادية، ومكانتها محفوظة لدي، ويقيني بأن مكانتي في المقاطعة تعززت أكثر بعد التحاقي بدعم رئيس الجمهورية، ولله الحمد.

إحاطة: ما تقييمكم لما مضى من حكم الرئيس ولد الشيخ الغزواني؟

الشيخ عمر الفتح: لقد عبرت عن هذا التقييم من خلال أكثر من منبر إعلامي ومقابلة، وعموما فأنا أؤكد أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني استلم حكم البلاد في وضعية سياسية متأزمة يغلب عليها السجال والصدام، وفي وضعية اقتصادية متأزمة، وفي سياق اجتماعي يغلب عليه السجال الشرائحي، وفي وضع أمني متوتر في أغلب الأحيان.

وانضافت إلى هذه الأوضاع الأزمة الصحية والاقتصادية التي فرضها كورونا.

وبناء على هذه السياقات فإن حجم الإنجاز كان عاليا وكبيرا وشاملا في مختلف الصعد، ومختلف الرهانات، ورغم أنه لم يصل بعد إلى ما يطمح إليه رئيس الجمهورية، كما عبر عن ذلك أكثر من مرة، فإنه كان إنجازا معتبرا بل ومتميزا مقارنة مع سياقه وظروفه.

أما بالنسبة لتيار “راشدون”، فهو حكاية جميلة، انتهت مع انضمامنا لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية؛ استجابة لطلب رئيس الجمهورية، ونحن الآن جزء من هذا الحزب وركن من أركانه، راضون عن أدائه وطامحون لمزيد من التجويد والتطوير، وواثقون في تقدير رئيس الجمهورية لجهودنا ودورنا في حملته وفي أداء الحزب أيضا.

إحاطة: تستثمرون في مجال الزراعة، هل تعتقدون أن هذا القطاع ما زال جذابا للاستثمار، وقادرا على تحقيق الأمن الغذائي للبلاد، في ظل الإخفاقات المتكررة في أداء الوزارة المعنية؟

الشيخ عمر الفتح: أنا بالفعل مستثمر في المجال الزراعي، وفي مجالات مختلفة من أبرزها الاستثمار في الأعلاف الزراعية، لما لها من أهمية في حماية الثروة الرعوية التي تصل عشرات الملايين من الرؤوس.

إن الاستثمار في هذا المجال بشكل عام واعد، رغم كثير من العوائق، منها: ضعف المد الكهربائي للمزارع، وضعف البنى التحتية من طرق وروافد مائية، زيادة على نقص البذور والمبيدات ووسائل الحصاد.

أما بالنسبة للأمن الغذائي والاكتفاء في مجال الخضروات والأرز والقمح فلا يحتاج أكثر من تضامن وطني ليصل حجم المساحات الزراعية إلى حوالي 10 آلاف هكتار، وتوفير ما تتطلبه من وسائل وخصوصا في المَكْنَنَة الزراعية والتخزين.

ولا شك أن المسار الذي أطلقه رئيس الجمهورية في التنمية الزراعية بدأ يُؤْتي أُكْلَه، ودون شك فإن كفاءة وزير الزراعة ومعاونيه، واستعداد وبذل المستثمرين الموريتانيين وتحسين مناخ الاستثمار في البلاد، يجعلنا نقول إن قطاع الزراعة يسير في الاتجاه الصحيح، ولله الحمد.

إحاطة: هل من انعكاس للاستثمار على السكان المحليين؟

الشيخ عمر الفتح: لا شك في ذلك، فالشِّرْكات المستثمرة وفرت آلاف فرص العمل للسكان المحليين، كما أن بعضها يؤدي عملا خيريا نوعيا من خلال الزكوات والتوزيعات المجانية، التي استفاد منها كثير من سكان المناطق الزراعية، وهم أهل لذلك ويستحقون ما هو أشمل وأكثر.

إحاطة: ما مستقبل العمل الخيري في البلاد، وأنتم من رواده؟

الشيخ عمر الفتح: لقد عملت بحمد الله في هذا القطاع لما يزيد على 30 سنة، وأرى أن واقع العمل الخيري يبشر بخير كثير، وذلك مع توجه العمل الخيري إلى الرافد المحلي، وذلك بعد سنوات من الاعتماد على عون المؤسسات الخيرية الخارجية، التي تتبع لدول أو مؤسسات وشخصيات لها أجندتها ورُؤَاهَا التي تنطلق منها.

ولا شك أن العمل التنصيري في البلاد، دخل من البوابة الإنسانية، وهو أمر لا يمكن التغافل عنه ولا إنكار مظاهره.

إن العمل الخيري اليوم أكثر إبداعا وتميزا ومحلية، وهو محتاج إلى دعم من الدولة ورعاية وتطوير.

يبقى أن أؤكد أن هذا البلد بشكل عام من أكثر بلدان العالم الإسلامي رسوخا في قيم التكافل والتضامن، وربما وجدتَ شخصا واحدا تعتمد عليه قرية كاملة، وسمعتَ عن أسرة تعتمد عليها آصرة اجتماعية، وتطوير هذه القيم جزءٌ أساسي من نهضة العمل الخيري ومواكبته لمتغيرات المجتمع.

إحاطة: هل من كلمة ختام؟

الشيخ عمر الفتح: أتوجه بالتعزية والمواساة إلى الشعب الموريتاني عموما، وإلى أسر شهداء الجريمة الغادرة التي ارْتُكِبَتْ بحق مواطنينا الأبرياء في مالي، وأرجو أن يُبْرِمَ الله تعالى لبلادنا وللمنطقة بشكل عام أمر خير وتنمية، وأجدد قناعتي ودعوتي لكل القوى الفاعلة في المجتمع، بضرورة التكامل من أجل وطننا، الذي يَعْبُرُ بحمد الله عبر برنامج تعهداتي إلى بَرِّ أمانٍ وتنمية وإخاء وطني.

إحاطة: شكرا جزيلا لكم.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى