”الْبايِـيسْ“ الإسبانية: الفنُّ الموريتاني المعاصر يجلبُ إلى إسبانيا هواءَ وكثبانَ الصحراءِ الكُبرى (صور)
ترجمة: موقع إحاطة
”في بلد الكثبان الرملية، حيث كان كل شيء متقلبا لعدة قرون، حيث عاش الناس مع المناظر الطبيعية المختلفة في كل لحظة؛ لأن الرياح لا تتوقف عن تغيير عمق الصحراء، (…).
هكذا استهلّت صحيفة “البايِيس” الإسبانية تقريرها عن “معرض الفن الموريتاني المعاصر”، الذي احتضنته الدار العربية في العاصمة مدريد، في 24 من فبراير المنصرم.
الصحيفة الإسبانية، اعتبرت أن الفن الموريتاني المعاصر برز من خلال جيليْن: الأول برز إبان تنظيم معرض جماعي للفنانين المعاصرين، عام 1979، في المتحف الوطني (الذي أنشئ عام 1972).
أما الثاني فيتمثل في “المبدعين” من مواليد السبعينيات، المشاركين الذين عرض بعضهم أحدث أعماله في “معرض ذكريات في الحركة”، الفن المعاصر لموريتانيا، بالدار العربية في مدريد.
وتحاول “البايِيس” في تقريرها، استكشاف اللوحات المعروضة في المعرض مع الفنانين الـ11 المشاركين، ومن بين هؤلاء الفنان “عمر بول”، الذي شرح للصحيفة رؤية الإنسان للبيئة الصحراوية، وعلاقته بها، قائلاً “إن تلك الأراضي البدوية والرعوية، بالصحراء الكبرى، والتي تكتسب بعض الوسائل الخضراء والمغذية، بالإضافة إلى الجهد، لديها القدرة على التفاعل مع كل شيء يعيش، مع الشمس، مع الرمال، وحتى مع الأشياء الخاملة”.
وتضيف الصحيفة، أن المنحوتات واللوحات التعبيرية لهذا الفنان المولود في مدينة بابابي، عام 1985 والفائز بالجائزة الأولى من آخر بينالي للنحت في واغادوغو (بوركينا فاسو)،، ربما تكون أكثر القطع بلاغة في هذه العلاقة بين الإنسان وبيئته، مضيفة نقلاً عنه: “الحيوان شيء موجود في الحياة اليومية، لقد نشأت في العالم الريفي، حيث تدمج الأنشطة الرعوية وجودنا. هناك شِعر في تلك الحياة”.
وترى الصحيفة أن عمل هذا الفنان الموجود في البيت العربي يستحق العرض، معتبرة أنه يرسم أيضا أفكارا دقيقة، ويعيد ربط الناس مع الأشياء ويصور العلاقة بين الحيوانات والأشجار (…).
وتتابع الصحيفة استكشاف اللوحات الموريتانية التي احتضنها المعرض، مع سلسلة عن الحياة اليومية الموريتانية للفنان “داود كوريرا”، والتي تضمنت بعض الصور بالأبيض والأسود للجثث، رسمتها الفنانة مليكة دياغانا، التي تدربت في السنغال، وتعمل على تجاوز العوائق الحدودية، واستكناه الصلة التي لا تنفصم بين النساء والماء في مجتمع الريف، والأعباء التي يتحملنها خلال رحلات البحث عنه وجلبه.
وفي الوقت الذي يقضيه هؤلاء في رسم لوحات تعبر عن جوانب معينة من الجغرافيا والتضاريس وحياة الناس، تقضي الفنانة “سو” جزءا كبيرا من وقتها في العمل المجتمعي، عبر النزول للميدان، وقيادة قافلة من الموسيقيين ومصوري الفيديو والفنانين نحو المناطق الداخلية من البلاد، في محاولة لجعل السكان الأقل سمعة يعبرون عن أنفسهم بأيديهم وأصواتهم الخاصة.
وتتابع الصحيفة قائلة: إن هذه المجموعة تريد أن تعطي للنساء الريفيات، أدوات تمكنهن من التعبير عن أنفسهن، فضلا عن فتح نقاش حول سبب الزواج المبكر للفتيات بدلا من الذهاب إلى المدرسة، وكذا ظاهرة الخضوع لـ”الخِتان”.
وتضيف الصحيفة أن هذه المجموعة تكشف معاناة الفتيات مع هذه الظاهرة، من خلال صورة للسان امرأة إلى جانب مقص على وشك قطعه، لإظهار أن ما يتم إزالته هو عضو ضروري!
واختتمت الصحيفة تقريرها عن المعرض مع كلمات شاعرية عن “شجرة الخروب” للمغني والشاعر والمخرج المسرحي موسى عبد الله سيساكو، التي تكرس تعايش الإنسان مع الصحراء، والأسئلة التي تتناول العلاقة بين سراب الحياة المدنية، والماضي (الرغبة في لم الشمل مع أولئك الذين غادروا).