الشيخ بن بيّه: غالبية الفتن مردُّها التباسُ مفاهيم كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد
قال الشيخ عبد الله بن بيّه إن كثيراً مما يعيشه الناس اليوم من فتن مردُّه إلى التباس مفاهيم دينية، كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد، وطاعة أولي الأمر.
وأضاف ولد بيه، في خطاب ألقاه أمس، خلال افتتاح مؤتمر السلم الإفريقي بالعاصمة نواكشوط، أن هذه المفاهيم “كانت في الأصل سياجا على السلم، وأدوات للحفاظ على الحياة، ومظهرا من مظاهر الرحمة الربانية التي جاء بها الإسلام على لسان نبيّ الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فلما فهمت على غير حقيقتها، وتشكلت في الأذهان بتصور يختلف عن أصل معناها وصورتها، انقلبت إلى ممارسات ضدّ مقصدها الأصلي وهدفها وغايتها”.
وشدد ولد بيه على أن واجب العلماء هو التبيين وتحديد المفاهيم، لأنهم العارفون بمقاصد الشريعة، ونخاطبهم لندعوهم إلى الالتفات إلى فقه السلم؛ ففيه إحياء لجوانب مهمة من التوجيهات القرآنية والنبوية، ومناحٍ من السنن والسيرة المطهرة، وضبط للمفاهيم الشرعية.
وأردف ولد بيه، مُحددا مهمة العلماء، قائلاً “العلماء مهمتهم هي التبيين ومعنى ذلك أن كل حكم يتعلق بثلاث جهات هي جهات التبيين والتعيين والتمكين:
فالتبيين هو موقف لإظهار الحكم للناس، أما التعيين فيتعلق بأعيان من يتجه الحكم إليهم، فالأول هو مهمة العلماء والفقهاء، وأما الثاني فهو مهمة القضاة، وأما الثالث فهو مهمة الجهات التنفيذية، فما نحن بصدده هنا هو التبيين، فلكل جهة مهامها ولكل مرتبة مقامها.
وتابع في هذا السياق، قائلا: إنكم أيها العلماءُ خير خلف لخير سلف، فكونوا دعاة للسلام، ولا يكن في أنفسكم حرج بسبب فروع لا أصول لها، ودعاوى لا بينات عليها، فأشجار السلام فروعها ظليلة، ودوحاتها باسقة، فلا تعدُ منها باسقاً ومظللاً.