يتفرج العرب منذ قرابة ثمانية أشهر على إخوانهم يقتلون ويبادون، ويساقون من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى الشمال كما يساق القطيع، يمنعون من الغذاء والدواء والماء وكل مقومات الحياة، يطبق عليهم حصار خانق من الجو والبحر والبر، فإلى أي مدى ينتهي هذا التفرج؟ هل اتفقتم مع الصهاينة علي إبادة الشعب الفلسطيني وإنهاء قضيته؟!
لقد كنتم تفعلون ذلك في الخفاء عبر التطبيع وصفقة القرن والتخلي عن القضية المركزية، قضية الأقصى، التي تدعون زورا وبهتانا الدفاع عنها، لقد فضحكم الله بطوفان الأقصى وأظهر جبنكم وتخاذلكم وحقيقتكم لشعوبكم قبل العالم، كما فضح أسيادكم من الصهاينة والأمريكيين، لقد مزقتم شر ممزق وقتلتم بأخس سلاح، ألا وهو سلاح الجبن والعار، ورد الله كيدكم في نحوركم عند الحرب، تقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة، أنتم لعمري ممن وصفهم الله بقوله: (فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم).
لقد كشف الله زيف جامعتكم المخذولة والمهزومة، ودوراتها الجبانة، لقد كنتم تودون تصفية القضية الفلسطينية من خلال مؤامراتكم الدنيئة، ولم يقيض الله لكم الفلاح، وها أنتم اليوم تغلقون حدودكم ومعابركم وتقمعون شعوبكم، التي جرعتموها كؤوس الذل والهوان.
سبعة أيام من إغلاق معبر رفح وكرم أبو سالم، وإخوانكم تصل إليكم أشلاؤهم وتسيل أوديتكم بدمائهم، يمدون أيديهم استغاثة، ويصرخون بحناجرهم، يذبحون كما تذبح الخراف، وتستباح أعراضهم، ليلهم كنهارهم، ولا مجير، أين نخوة المعتصم؟ أين الشرفاء في الجيش المصري؟ أين الأبطال في العراق والشام؟
إن الناظر لهذا الوضع يدرك بأدنى نظرة أن الصهاينة يخوضون حربا مزدوجة، بعضها بالوكالة عن قيادات العرب، والبعض الآخر عن أنفسهم، ولكن في المقابل أقول لإخواني الملهوفين والمكلومين إن النصر آت، وإن السابع من أكتوبر يشكل غزوة بدر الثانية بحول الله، وسيفتح الأقصى كما فتحت مكة، ولن يعود الإسلام إلى الوراء، وإن الشيطان أيس أن يعبد في جزيرة العرب، وإن حلف اليهود انتهى.
أنوه هنا بموقف الشرفاء في اليمن ولبنان والعراق، فقد نفضوا بعض غبار العار عن الأمة.
وفي الأخير سيروا وأبشروا، فالنصر حليفكم والله ناصركم.
______________
*باحث في الدراسات القرآنية – جامعة العلوم الإسلامية بلعيون – موريتانيا.