ولد بايه: لتكن معاناة شعبنا “عام الجوع” حافزا على استغلال مقدراتنا الذاتية
قال رئيس الجمعية الوطنية، الشيخ ولد بايه، إن الصراع الروسي الأوكراني سيفاقم التداعيات الكارثية لوباء كوفيد 19 على بلدان العالم بأسره.
وحذر ولد بايه، خلال خطاب بمناسبة افتتاح الدورة العادية الثانية من السنة البرلمانية 2021-2022، من أن الوضع المركب لهذا الصراع سيؤدي إلى “اضطرابات في سلاسل الإمداد، وسيسبب غلاءً بل نُدرة في بعض السلع الأساسية كالطاقة والحبوب، وسيشكل تهديدا للأمن الغذائي العالمي، وينذر- إذا ما طال أمد الحرب – بحدوث مجاعة في الدول التي تأكل من وراء حدودها”.
وأكد ولد بايه أن هذا الوضع يجب “أن يدفعنا إلى الإسراع في تصور وتنفيذ سياسات هادفة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي المستدام، من خلال منح عناية أكبر بالزراعة بشقيها المروي والمطري، مستثمرين ما حبانا الله به من ميزات في هذا المجال”.
وشدد رئيس الجمعية الوطنية على أن “تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي لن يتأتى إلا بمراجعة نظرتنا الدونية للعمل كقيمة بحدّ ذاته، والإدراكِ بأن الإنتاج مُتطَلَّب سابق للاستهلاك، والعملِ على تطوير أساليب ووسائل زراعتنا وتنميتنا الحيوانية وترقية قطاع الصيد البحري ودعمِ وتوسيعِ الشركة الوطنية لتوزيع الأسماك”.
ونبه ولد بايه على أنه “بات من الضروري أن نحد من الهدر المتمثل في تحويل المنتجات السمكية الصالحة للاستهلاك البشري إلى مسحوق للسمك (موكا) ذي المردودية الضعيفة على الخزينة العامة والأضرار البيئية المحققة”.
واستدعى ولد بايه، في خاتمة خطابه، مجاعة سنة 1944 الناجمة عن تداعيات الحرب العالمية الثانية، وهو العام المعروف شعبيا ب”عام الجوع”، قائلا إن الذاكرة الجمعية ما زالت تختزن بمرارة وأسى ما عاناه شعبنا فيها من مجاعة، مردفا أن “في تذكره عبرةً لنا وحافزا لاستغلال مقدراتنا الذاتية، وعدم القبول بأن نلدغ من نفس الجحر مرتين”.