نواكشوط: عالم فضاء يحاضر عن دور الفيزياء الفلكية في توحيد الاحتفالات الدينية
احتضن المركز الثقافي المغربي بنواكشوط، أمس الاثنين، محاضرة عن دور الفيزياء الفلكية في توحيد الاحتفالات الدينية في العالم الإسلامي.
وقدم الدكتور محمد الأوسط العياري للجمهور الموريتاني كتابا ألفه عن هذا الموضوع، داعيا إلى مناقشة مضامينه، وهو عبارة عن دراسة وأبحاث فلكية؛ استغرق إعدادها سنوات طويلة، بعد أن شغلت صاحبها إشكالية اختلاف مواعيد رؤية الهلال في العالم الإسلامي.
وذكر الأستاذ الجامعي، المتخصص في تحليل وتصميم مراصد الفضاء بوكالة “ناسا” الأمريكية، أن علماء المسلمين تطرقوا لدراسة القمر والشمس ومنازلهما والطبقات الجوية، لكن دراساتهم كانت تفتقر إلى الجانب التحليلي.
وشدد الباحث على إمكانية توحيد رؤية الهلال، موضحا أن الهلال واحد، يولد في زمان وتوقيت عالمي واحد، وفي مكان واحد، وهذا أمر لا يتطرق إليه الشك.
وأشار العياري إلى أن توحيد الرؤية أصبح الآن متاحا أكثر من أي وقت مضى؛ بفضل الحساب الفلكي المعاصر الذي لم يكن موجودا قبل عشرين سنة، والحواسيب التي لم تكن في متناول الجميع.
ودعا المحاضر إلى مدارسة كتابه، الذي يحمل في طياته حلولا علمية لإشكاليات فلكية شغلت العالم الإسلامي منذ القدم، مطالبا بمناقشته وقراءته ونقده في المؤتمر الذي سينظم حوله أواخر أكتوبر المقبل في تونس.
وأكد المحاضر أن البحوث التي ضمنها كتابه مكنت من تحديد مواعيد دقيقة لبداية رمضان ونهايته خلال مائة سنة قادمة، وأنها فضلا عن ذلك صححت أخطاء شائعة تتعلق بتاريخ ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وحجة الوداع، والفصول التي صام فيها النبي صلى الله عليه وسلم رمضان، وغير ذلك.
وختم المحاضر كلمته بالتأكيد على أن بحوثه تسعى إلى توحيد المناسبات الدينية، وتصحيح تواريخ الأحداث الإسلامية عبر العصور، معتبر أن المسألة تكتسي بعدا دينيا وحضاريا، فمن الواجب علينا جميعا، معشر المسلمين، تصحيح الأخطاء وتوحيد مواعيد الصيام والحج.
تجدر الإشارة إلى أن الكتاب نشر بالتعاون بين منظمة الشاهد الدولية والمركز الإقليمي للأبحاث والاستشارات.