الأخبار

غزواني يفتتح المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم ويشيد بتاريخ المحظرة

أشرف الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الثلاثاء في انواكشوط بالمركز الدولي للمؤتمرات “المرابطون”، على افتتاح أعمال المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم في دورته الرابعة، تحت شعار:” التعليم العتيق في إفريقيا: العِلْم و السِّلْم”.

وقال في خطاب بالمناسبة إن موضوع هذه النسخة يستثير في وجدان المجتمع الموريتاني صدى تاريخ طويل من الازدهار الحضاري، والعطاء العلمي المتميز.

وأشاد بإدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، للمحظرة الموريتانية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، معتبرا أن تلك الخطوة تبين أهمية التعليم الأصلي، ودوره البارز في تكريس القيم الإنسانية الجامعة، من تسامح واعتدال وأمن وسلام، مضيفا أن التعليم في القارة الافريقية يتساوى فيه الجميع، في إطار من مطلق المساواة، مهما اختلفت الأعراق، وتباينت الهويات الحضارية.

وأكد أن للمحظرة منزلة كبرى ومكانة منفردة، في مجال التعليم العتيق، معتبرا أن بلادنا حرصت، على صون وتعزيز النظام المحظري، وتحديثه، ليلائم متطلبات العصر الحديث، مع الحفاظ على نبل ونقاء قيمه وأهدافه، وقدمت كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي الممكنة للمحاظر وشيوخها وطلابها، وضاعفت عشرات المرات، عدد المحاظِرِ النموْذجيةِ التي تُنشِئُها الدولةُ، حيث ارتفع عددها من 60 إلى 1402 محظرة، كما ازداد على نحو كبير عدد المحاظر المدعومة وتم وضع نظام للمتابعة المنتظمة لمستويات التقدم الدراسي بها.

وقال إن موريتانيا عملت على تعزيز الجسور بين التعليم العتيق والتعليم المعاصر عبر تنويع التكوينات في مركز التكوين المهني لخريجي المحاظر وفي المؤسسات التعليمية الرسمية العليا التي تستقبل خريجي التعليم العتيق، بالإضافة إلى إنشاء العديد من الكراسي في مجالات علمية متعددةٍ.

واعتبر أن ما يجتاح القارة الإفريقية، والعالم، من عنف وإرهاب وحروب مدمرة، تأثرت بمفاعيله السلبية كل دول العالم، مضيفا أن ذلك يؤكد الحاجة الماسة، للمسؤولية الجماعية بخصوص ضرورة التخلص من العنف والإرهاب والنزاعات العرقية الهدامة، داعيا إلى ضرورة نشر قيم العدل والتسامح والاعتدال.

ويسعى المؤتمر الذي يرأسه فضيلة الشيخ عبد الله بن بيه، إلى الإسهام- إلى جانب سائر شركائه من المنظمات الإقليمية والدولية- في استقصاء الطّرق التي يمكن من خلالها للتعليم العتيق أن يستعيد دوره كاملا وفاعلا في تعزيز السلام وروح الوئام وتقوية مناعة المجتمعات ضدّ الأفكار المتطرّفة، وكيفية إثراء هذه التجربة الأصيلة بما استجدّ من مقاربات تعليمية حديثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى