صدور أول مؤلف شنقيطي في فقه الحج والعمرة
صدر عن “دارة نجيبويه المعرفية” وفرعها “دار المذهب”، في حُلَّةٍ أنيقة، كتاب: “مرشد الناسك على مصادر دليل سالكي مذهب مالك على المناسك”، للعلامة المختار بن باب بن حمدي، المتوفى سنة 1407 هـ، الموافق لـ 1986 م.
والكتاب، الذي يقع في 415 صفحة، هو أولُ مؤَلَّف شنقيطي مُستوعبٍ لأحكام الحج والعمرة وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، كما ذكر العلامة المؤرخ المختار بن حامد، الذي كتب في تقريظه: “كتاب الأستاذ المختار بن باب أول كتاب استوعب أحكام الحج على مذهب مالك في هذه البلاد، فهو ثالث ثلاثة لكل واحد منها السهم المعلى في موضوعه، وهي كما قلنا: “نشر البنود” و”الميسر” و”مرشد الناسك”، وما شَرُّ الثلاثة هذا الأخير”.
وقد حقق الكتاب وقدم له حفيد المؤلف أحمد سالم ولد باب، وجاء في تقديمه له: “لم يكن لِأَهل هذه البلاد اعتناءٌ بأبوابٍ مخصوصة من الفقه، اسْتَبَدَّتْ ببلادٍ نائية عنهم، ولم تَعُمَّ بها البلوى، ولا دعت حاجةُ مجتمعهم البدويّ إلى دَرْسِهَا، فأهملها فقهاؤهم، ولم يتعرضوا لشرحها؛ لأنهم اعتبروها “وسيلة لم يترتب عليها مقصدها”، و”علم ليس تحته عمل”، ومن تلك الأبواب مثلا: زكاة العين، والاعتكاف، والشُّفْعة، والمغارسة، والشِّرْكَة، والقِراض.
وعلى مدى قرون انضاف الحج إلى تلك العلوم الْمُهْمَلَةِ بسبب بُعْدِ البلاد من الحَرَم، وفقر أهلها، وعدم أَمْنِ الطريق، فبقي بابه مُغْلَقًا، وشَارِدُهُ مُطلقا، ولم يشرحه أكثرُ من تَعَرَّضَ منهم لشرح “مختصر خليل”.
ثم تغيرت الأحوال في منتصف القرن الماضي؛ فَقَرَّبَتِ المراكبُ الحديثة البعيدَ، وأيسر الناس بعد الفقر، وأَمِنُوا بعد الخوف، وانتفت الموانع التي كانت تمنعهم بالجملة من الحج.
ووجد الناس عندئذ حاجةً إلى بيان أحكام الحج والعمرة وآداب زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان من أوائل مَنِ انْتَدَبَ لهذا الأمر، بعد زوال الموانع المذكورة، العلامة المختار بن باب بن حمدي الحاجي الأجودي في كتاب سماه “مرشد الناسك على مصادر دليل سالكي مذهب مالك على المناسك”.