سياسيون وخبراء يناقشون أداء النظام في الحماية الاجتماعية للفئات الهشة
نظم مركز إفريقيا للدراسات والخدمات الإعلامية، بالتعاون والتنسيق مع حزب الإنصاف الحاكم، ندوة سياسية وفكرية بعنوان: الحماية الاجتماعية للفئات الهشة.. الرؤية – الحصيلة – الآفاق، وذلك بقاعة المحاضرات في بلدية تيارت، مساء الخميس 03/ 08/ 2023.
ترأس الندوة نائب رئيس حزب الإنصاف، المدير ولد بونه، وحضرها جمهور غفير غصت به القاعة وساحة البلدية، يتقدمه رئيس الحزب، محمد ماء العينين ولد أييه، ومسؤولون وشخصيات سياسية وفكرية متعددة.
وقال المستشار برئاسة الجمهورية، الدكتور أحمد سالم ولد محمد فاضل، إن نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني استطاع استلال فتيل الأزمة وتنقية الخطاب المجتمعي من مفردات وقيم التطرف والعنصرية، كما أسس مجموعة من المحاور التنموية التي تستهدف بشكل خاص مكافحة الفقر، وتنحاز بشكل واضح للفئات الهشة.
وأكد ولد محمد فاضل أن حلول مفردات جديدة في الخطاب السياسي تعتمد على وحدة المواطنين وتكاملهم وإخوتهم الإسلامية والوطنية، أضعف بشكل كبير الخطاب العنصري والشرائحي، الذي كانت تقتات عليه قوى وشخصيات سياسية في الساحة.
وتحدث الدكتور أحمد سالم ولد محمد فاضل عن نهج جديد أقامه نظام ولد الشيخ الغزواني في التعامل المباشر بين السلطة والفئات الهشة، من خلال الأذرع التنموية المباشرة للدولة، مثل: وكالة تآزر، ومفوضية الأمن الغذائي، ووزارة العمل الاجتماعي، إضافة إلى مختلف الأدوار التي تؤديها القطاعات الحكومية في الصحة والتعليم والزراعة والري والإسكان
وعن التوزيعات النقدية المباشرة قال ولد محمد فاضل إنها أنشأت كتلة رواتب جديدة ذات ميزانية كبيرة وتأثير مباشر على المواطنين الضعاف الأقل دخلا، وهو ما أضفى حركية اقتصادية جديدة، ومكن مئات الآلاف من المواطنين من الحصول على مصادر دخل دائمة لم يكونوا يحصلون عليها منذ تأسيس الدولة.
وفي ملف التأمين قال الدكتور أحمد سالم ولد محمد فاضل إن أكثر من 600 ألف أسرة موريتانية أصبحت تستفيد بشكل مباشر منه، وهو ما مثل رهانا واختبارا للمنظومة الصحية الموريتانية، رفع من قدراتها وأكد مستوى التطور الذي شهدته خلال السنوات الأربع المنصرمة.
وختم ولد محمد فاضل محاضرته بالقول إن الرسالة السياسية لهذه المنجزات المتعددة كانت واضحة، وعبرت عنها نتائج الانتخابات الأخيرة، التي أظهرت أن القوى الوطنية الواعية والقطاعات المجتمعية التي عانت في فترات سابقة من الغبن أصبحت اليوم تجد نفسها وحمايتها وتقديرها في سياسيات ومواقف وإنجازات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
وكالة تآزر.. إنجازات متصاعدة وضبط تقني صارم
واستعرض مدير السجل الاجتماعي في وكالة تآزر، أحمد سالم ولد بده، المشاريع الخمسة التي تنتظم عمل الوكالة، وهي مشاريع: الشيلة – البركة – داري – برنامج أمل – برنامج التكافل.
واعتبر المهندس ولد بده أن السجل الاجتماعي مكن من إقامة قاعدة بيانات دقيقة جدا لمناطق ارتكاز الفقر والهشاشة الاجتماعية، معتبرا أن الأنشطة التنموية المتعددة للحكومة، ووكالة تآزر بشكل خاص مكنت من خفض نسبة الفقر من 30% إلى 28%، وهو ما يعني أن بإمكان البلد أن يحقق توازنات تنموية في مكافحة الفقر.
وفي برنامج الشيلة تحدث المهندس أحمد سالم ولد بده عن ارتفاع مخصصات التحويل المباشر من 15000 أوقية قديمة في 2020 إلى 36000 أوقية قديمة في 2023، تستفيد منها 200000 أسرة موريتانية متعففة.
واستعرض ولد بده بلغة الأرقام أداء تآزر في مجالات مختلفة، مؤكدا أن تآزر استطاعت بناء أكثر من 59 مؤسسة تعليمية، وتوفير كفالات مدرسية لأكثر من 77 ألف طفل في سن التمدرس ينتمون إلى الفئات الهشة.
وعن توفير الري في المناطق الفقيرة قال ولد بده إن تآزر أنشأت لحد الآن 70 شبكة مياه صالحة، مكنت السكان من الحصول على الماء في منازلهم في مناطق ارتكاز الفقر، كما حفرت 96 بئرا ارتوازيا، إضافة إلى إنجاز دراسات حفر لصالح 141 قرية أخرى، ومد شبكات الكهرباء لأكثر من تسع تجمعات سكانية كبيرة، مع الاستعداد لمد شبكات كهربائية إلى 41 تجمعا خلال الفترة القريبة القادمة.
وفي دعم القدرات الاقتصادية للفقراء وزعت تآزر أكثر من 20 ألف قنينة غاز على الأسر التي كانت تعتمد على الحطب في إنضاج طعامها.
وفي سياق العمل التنموي تكفلت مندوبية تآزر بثلاثين ألف من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، وذلك بنسبة تكفل 100% بالتعاون مع وزارة الصحة، إضافة إلى تشييد 21 نقطة صحية، وإقامة مستشفى متكامل في مقاطعة الميناء، إضافة إلى تأمين صحي شامل ل78 ألف أسرة من أصل 100 ألف تعهد بها رئيس الجمهورية.
وعن برنامج البركة قال المهندس أحمد سالم ولد بده إن وكالة تآزر دعمت بشكل جيد أكثر من 540 تعاونية لا يقل عدد الأفراد في كل تعاونية منها عن 5 أسر، إضافة إلى صرف قروض لصالح 444 شابا موريتانيا، وسيتم أيضا دعم نفس الأعداد خلال العام القادم.
وفي إطار التنمية ودعم الزراعة، قامت تآزر ببناء 12 سدا كبيرا، وتعمل على بناء 12 سدا جديدا، كما أنشأت 454 سدا ترابيا في مناطق زراعية متعددة.
وفي مجال السكن الاجتماعي استطاعت تآزر بناء 1932 سكنا اجتماعيا جاهزا في الداخل باستثناء نواكشوط، وازويرات وانواذيبو، وسيمكن هذا السكن الأسر الفقيرة من الحصول على سكن نوعي ودائم.
واعتبر ولد بده أن الأنشطة المتعددة التي قامت بها تآزر بالتكامل مع القطاعات الحكومية كان لها دور أساسي – بعد فضل الله تعالى – في امتصاص صدمة كارثة كورونا وما فرضته على العالم من متغيرات صحية واجتماعية صعبة.
من جانبه تحدث الأمين العام لجمعية الخير، المهندس أحمد طالب ولد إبراهيم، عن تثمين المجتمع المدني لما تحقق من إنجازات في مجال الحماية الاجتماعية، مستعرضا جملة من المشاريع التي نفذت، ومعبرا عن إشادته بما تحقق، داعيا إلى مزيد من الشراكة بين القطاعات المعنية بتنفيذ هذه المشاريع مع الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني ذات التجربة في هذا المجال.
وشهدت الندوة مداخلات متعددة، تناولت موضوع الحماية الاجتماعية من جوانب متعددة، وأشادت بمثل هذه النقاشات المتخصصة.