حفظت ودكَ إن تهجر وإن تصلِ ** لا خير في الود إن ينفدْ على عجل
طاولت هجرك بالصبر الممض.. فما ** أوغلتَ في الصد إلا زدت في أملي
ورغم مَطْلِكَ لم ألبث على أملٍ ** أرجو من الوصل ما ترجوه من ملل
ارحم دموعي وحاول أن تكفكفها ** بلمسة الكف أو بغمزة المقل
دمع القناديل دمعي حين تهجرني ** رغم التجلد يفنيها على مهل
أنت الأنيس على حاليك تحضنني ** بدفء وصلك لي أو بارقِ الأمل
وكلما قلت أسلو غير مكترث ** بما تعلقت من أيامنا الأُوَلِ
ثارت بقلبي من الأشواق عاصفة ** تغتالني ثَمّ لولا فسحة الأجل
وكنت أزعم أني لا أقيم على ** هُونٍ وأصرم مَن بالصرم عَرَّضَ لي
حتى عشقتك فالدنيا تعاتبني ** ولم أبال بلوم فيك أو عَذَلِ
ومَن تَنَسَّمَ عَرْفَ الحب أخبره ** أن لا كرامة للعشاق في الأزل
وأنت نصفي الذي أحيا به وله ** فكيف أحيا خديجا غير مكتمل؟!
أظن هجرك حتى اليوم مفتعل ** وليس هذا الذي أشكو بمفتعل
فاغفر، فديتك، زلاتٍ هفوت بها ** وكن كأنك لم تسمع ولم أقل
هذا رسولي إليك اليوم أرسله ** ولا أخاف مع التكرار من فشل
فإن يصب ذاك ما أرجو وآمله ** وإن تحاشيته آتيك بالبدل
نواكشوط 7 يناير 2022