خبير اقتصادي دولي يخاطب الوزير الأول الجديد
الدكتور محمد الحافظ ولد بدي، خبير دولي مدير في المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا - محام وأستاذ جامعي
معالي الوزير الاول المختار ولد انجاي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية اود ان اهنئكم علي ثقة فخامة رئيس الجمهورية و اختياره لكم لتنسيق و قيادة العمل الحكومي خلال الفترة القادمة.
كما اود التعبير لمعاليكم عن ثقتي ان عهدكم سيكون من افضل العهود باذن الله لاتصافكم بمجموعة من الصفات يرجح ان تكون عونا لكم في اداء مهامكم بنجاح:
– اولا : يعرف الكل ، و ارجو ان يقدر ذلك كما اقدره، ان ما حققتم من نجاحات علي المستوي الشخصي تكللت بتعيينكم وزيرا اولا خلال فترة وجيزة من مسيرتكم المهنية كان ثمرة جهودكم الشخصية و ذكائكم و تفانيكم في العمل ، فوصلتم بفضل الله اولا، ثم بهذا المجهود الشخصي لما وصلتم له. فلا فضل لشيوخ قبائل عليكم و لا لوجهاء و لا لضباط سامين و لا لرجال اعمال و هذا يعطيكم هامشا كبيرا للتحرك، يمكنكم توظيفه للمصلحة العامة.
– ثانيا: خلال مسيرة عملكم بالحكومة اظهرتم قدرة كبيرة علي الصمود ضد التيارات المعاكسة، و علي الدفاع عن قرارات كانت قناعتكم انها تخدم المصلحة العامة، و لو كلف ذلك عدم رضي اشخاص ذوي نفوذ و نقدا كبيرا في اوساط واسعة من المجتمع. و اعتقد ان الفترة القادمة تحتاج من هو قادر علي قول “لا” حين يتعلق الامر بالمصلحة العامة. فلا اصلاح بدون ضحايا و للاسف.
– ثالثا: تمتلكون طموحا كبيرا لا غني عنه لمن يريد التغيير، بل اقول القدرة علي الحلم ، كما تملكون الواقعية ( و لا اقول الاستسلام للواقع) بفضل تجربتكم بالعمل الحكومي و لا يخفي ماتحمله الصفتان من تكامل لتحقيق انجازات كبيرة بطرق سليمة.
و اغتنم فرصة هذه التهنئة لاقدم لكم اقتراحا ارجو ان يحظي بما يستحق من اهتمام في الفترة القادمة.
يجمع خبراء التنمية علي اهمية اعطاء اولوية لتنمية رأس المال البشري في اطار اية خطة تنموية يراد لها النجاح. كما يلاحظون ان العديد من الانظمة في العالم الثالث تهمل ذلك و تركز علي مشاريع البنية الاساسية التي تظهر نتائجها جلية و سريعا في الشارع بينما تحتاج مشاريع تنمية راس المال البشري لوقت طويل لتظهر آثارها.
و لقد لمست من خطابات فخامة الرئيس محمد بن الشيخ الغزواني خلال الحملة الانتخابية اهتماما برأس المال البشري و اقترح ان تكون من ضمن المشروعات التي تنظر في تنفيذها حكومتكم خلال المأمورية القادمة المقترح التالي:
– مشروع تكوين ١٠٠٠ شاب موريتاني تكوينا مهنيا متميزا و ضخ هؤلاء الشباب في الادارة الموريتانية للرفع من مستوي ادائها الذي يجمع الجميع علي تدنيه خلال العقود الماضية.
– يشرف علي متابعة البرنامج مستشار برئاسة الحكومة او رئاسة الجمهورية.
– تنظم مسابقات سنوية للاستيعاب بالبرنامج ( ٢٠٠) سنويا علي اساس مسابقة شفافة و نزيهة.
– تخصيص نسبة مهمة لشباب الشرائح المهمشة.
يمكن تسمية الدفعات باسم رئيس الجمهورية ( الدفعة غزواني ١ و الدفعة غزواني ٢ و هكذا حتي غزواني٥). و ذلك تخليدا لهذا العمل الرائع.
يعطي البرنامج الاولية للتكوين بالمدارس ذات السمعة العالمية .
تشكل لجنة من الخبراء المتميزين لادارته.
سبق ان جرب هذا المشروع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة و أتي اكله حيث تعتمد النهضة السعودية الحالية علي جيل الشباب الذي تم تكوينهم في اطار برنامج مماثل.
لا اعتقد ان التمويل سيكون عائقا فاتوقع ان يتحمس كل شركائنا في التنمية لتمويله و لا اتوقع ان تكون التكلفة عالية مقارنة بالاثر التنموي.
من حيث الاثر التنموي اعتقد انه لو نفذ البرنامج بنجاح فان السيد الرئيس سيخرج من السلطة في نهاية المأمورية و في رصيده انجاز لم يسبق له في تاريخ البلد سيغير تماما مستقبل البلد. و هو انجاز متعدد الاهداف. فهو ينسجم من جهة مع شعار “مأمورية الشباب” و من جهة اخري يسهم في تكوين مجموعة مهمة من اطر الشرائح التي عانت من التهميش و ضخها في الادارة لتشغل وظائف قيادية و بكفاءة بدل تعيين ممثلين لا يملكون الكفاءة الضرورية لمجرد التمثيل. و اخيرا و ليس آخرا اعادة تأهيل الادارة التي تدني مستواها بشكل كبير جدا.
هناك الكثير من التفاصيل سينظر فيها اهل الخبرة و الشان و منها موضوع تحفيز الخرجين للعمل بالادارة بعد عودتهم.
وفقنا الله و اياكم لما يحبه و يرضاها و اعانكم علي مهامكم الجديدة.
مع خالص التقدير و الاحترام
محمد الحافظ بدي