يُرَوِّجُ قوم للسلام وربما ** أساء عليهم من يُحَرِّشُ للحرب
ولست لما قال الفريقان فاهما ** سوى أننا من فتنة القوم في كرب
ولا خير يا أحبابُ في الشّتم شرعة ** وآخر ما نحتاج للشتم والسب !
وَ”إن جنحوا للسلم” نصّ مقدس ** وثَمّ “أعدّوا” قد أتتنا من الربّ
إذا اجتمع الأعداء يوما لحربنا ** فلا رأي إلا الضرب بالصارم العضبِ
وإن جلس الأقوام للسلم.. فالمنى ** ومن جاءنا بالحب جئناه بالحب
ولست بهَيّاب إذا قلت إنني ** مع السلم – إن ألقاه – في الزمن الصعب
ولكنّ هذا الدين أمسى مُحارَبا ** من الشرق قد كادوا له ومن الغرب
فلسطين ما زالت بلادا سليبةً ** وغزة تشكو من حصار أخي القرب
فأين رباط الخيل والعلم قوةّ ** تُعَدُّ – قبيل الحرب في السلم – للحرب
وأين اتحاد المسلمين؟ وأين مَن ** يقود جيوش المسلمين من العُرْب؟
وخير طريق للسلام توازن ** – من الصعب إفضاهُ إلى الحرب – في الرعب
وإن انحناء الظهر يبقيك “مَرْكبا” ** لمن لم يكن يبغي الركوب من الصحب
وإن نحن لم نسلك إلى الحرب دربَها ** ففي السلم ما يغني عن الحرب من درب
وكم من بلاد أنتجت خير قوة ** بعلم.. وقد ثارت على السلب والنهب
ولا خير في أهل الفساد وأمة ** تعيش – إذا عاشت – على النهب والسلب
ونحن هنا لا فرق الله شملنا ** نجاهد بالمشْوِيّ حينا وفي “الأزبي”
ونزعم أنّا مُصْطَفَوْنَ.. وأننا ** خيار عباد الله.. يا لك من شعب !
ونعجز عن تحصيل أدنى حقوقِنا ** ونغرق في زعم المفاخر بالكِذْب
وشر طريق قد سلكناه مرة ** طريق من الأوهام مُفْضٍ إلى العُجْب