الأخبارثقافة وفنون

“وجاء بي من البدو”.. سيرة بدوي تدرج في تَأَنٍّ من البداوة إلى المدنية

صدر عن دار قوافل للنشر، في 203 صفحات من القطع المتوسط، كتاب “وجاء بي من البدو” للدكتور والباحث افّاه ولد الشيخ ولد مخلوگ.
اشتمل الكتاب على مقدمة، وخاتمة، و12 فصلا، هي: المولد والنشأة، الطفولة، معارف البادية، قرية “ليردي”، إرهاصات المعارف، الطموح والإضافة المعرفية، الدراسة في الخارج، السعودية الأولى وزمن الطلب بالجامعة الإسلامية، السعودية الثانية، بلدان زرتها، الكويت تجربة وحياة، السودان.. فقر وإسلام وبقية عروبة
تحدث الكاتب في الفصل الأول عن مولده ونشأته بمسقط رأسه في قرية “ليردي”، وعن تسميته على صالح من أصدقاء والده، بَشَّرَهُ به قبل أن يبرز للوجود، قائلا: سيكون ذكرا، نحيفا، في وجهه علامة يُعرف بها، وسيكون له شأن وذِكْرٌ!
وفي هذا الفصل أيضا تحدث الكاتب بإعجاب عن معلمات القرآن، وعن حسن تربيتهن، وإتقانهن للقرآن.
وفي فصل “معارف البادية”، تناول ثقافتها وحيواناتها وألعابها وبيئتها، ونزق الطفولة، وجنونها كما سماه.
ثم أشفع ذلك بفصل عَرَّفَ فيه بقريته “ليردي”، وعن جغرافيتها، ومناخها، ورجالها، ونشاطها العلمي…
ثم عقد فصلا آخر للحديث عن مراحل تعليمه المحظري والنظامي، سماه “إرهاصات المعارف”.
وفي فصل “الطموح والإضافة المعرفية” تحدث عن مساهمات جيله في الإصلاح الاجتماعي، وعن نشاط الرابطة الثقافية لشباب قرية “ليردي”.
ثم تحدث في فصل آخر عن فترة دراسته في المملكة العربية السعودية، التي سماها “السعودية الأولى وزمن الطلب في الجامعة الإسلامية”، تمييزا لها “عن السعودية الثانية”، وهي الفترة التي عاد فيها إلى السعودية أستاذا متعاقدا مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ثم تحدث عن البلدان التي زارها، والجاليات الموريتانية التي تعرف عليها في تلك البلدان، والطرائف التي حصلت له فيها، ومنها قصة الرصاصة التي ضُبطت في حقيبته بمطار الشارقة، وكادت تؤدي به إلى ما لا تحمد عقباه!
ثم عَرَّجَ إلى إقامته في الكويت، وعمله بوزارة الأوقاف الكويتية، وتعرفه على كثير من الشخصيات المشهورة من أهلها، متحدثا باستفاضة عن الجالية الموريتانية بها.
وختم كتابه بالحديث عن مرحلة تحضير الدكتوراه بالسودان، وعن عادات أهل هذا البلد، والجالية الموريتانية النشطة به.
وكانت السِّمَة البارزة في الكتاب ما رَصَّعَهُ به صاحبه من شعر فصيح وشعبي، أحسن توظيفه والاستشهاد به في مواضعه المختلفة.
استطاع الكاتب أن يصور في “مذكراته” سيرة طفل بدوي تدرج في تَأَنٍّ من البداوة إلى المدنية، فهو لم يركب سيارة ولم ير مدينة قبل قدومه إلى مگطع لحجار بعد نجاحه في مسابقة دخول السنة الأولى من الإعدادية، ولم يشاهد العاصمة انواكشوط قبل نجاحه في الباكلوريا!
يخرج القارئ من مطالعة الكتاب بنتيجة مفادها أن صاحبه تلقى معارف البادية بالفطرة والسليقة، واستوعب معارف المدنية دون عناء أو تكلف، فاستطاع الجمعَ بين الأصالة والمعاصرة في سهولة ويسر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى