مقالات

نفحات

خديم رسول بن زياد

سيدي ومولاي يا رسول الله:

إليك من الصلوات الدائمات ما لا يُحصى ولا يعدّ، نرسلها إليك على بُعد لتُجدّد الحبّ وتستثير الشوق، ولِنُكرم بوصل منك وصلة يا زين الشمائل، ويا كامل الفضائل، ويا وافر المحامد، ويا عظيم الأخلاق، و يا حسَن الشيم..

فصلى الله عليك وعلى آلك دائما أبدا..

أصغيتُ بسمع الروح إلى سيدنا أنس وهو يحدث الأجيال عن شريف معاملتك معه وعظيم رأفتك به وحاولتُ تتبّعها في بعض المصادر فوجدتُ في كل رواية زيادة تشوقُ..

فيا فوزه، ويا سعده، ويا يُمنه، وقد خصصته بدعوات مباركة مجابة – ودعاؤك كلّه مبارك مجاب – شاهدها من عمر طويل، ومال جمّ، ونسل كثير، ودخول الجنّة بعد ذلك وفي ذلك يقول كما في الأدب المفرد نقلا عن فتح الباري:
قالت أم سليم وهي أم أنس خُويدمك ألا تدعو له؟ فقال: اللهم أكثر ماله، وولده، وأطل حياته، واغفر له..

وفي مسلم: فدعا لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثلاث دعوات قد رأيت منها اثنتين في الدنيا وأنا أرجو الثالثة في الآخرة.

وكان من أكثر الصحابة ولدا؛ وزاد عمره على المائة حسب ما اعتمده الحافظ بن حجر.

وكان له بستان يأتي في كل سنة الفاكهة
مرتين وكان فيه ريحان يجيء منه ريح
المسك..
فها هو رضي الله عنه يحدث الدنيا بملء فيه كما الشمائل رضي الله عنه قال: خدمتُ رسولَ الله صلّى الله عليهِ وسلّم عشرَ سنينَ، فما قال لي أُفٍّ قطُّ، وما قال لي لشيٍء صنعتُه: لِمَ صنعتَه، ولا لشيٍء تركتُه: لِمَ تركتَه، وكان رسولُ اللهِ من أحسنِ الناسِ خُلُقا، ولا مسستُ خَزّا ولا حريرا ولا شيئا كان ألينَ من كفِّ رسولِ اللهِ، ولا شممتُ مسكًا قطّ ولا عطرا كان أطيبَ من عرقِ النبيّ.

وفي ابن عساكر عنه: كان رسول الله عليه الصلاة والسلام أحسن الناس قواما، وأحسن الناس وجها، وأحسن الناس لونا، وأطيب الناس ريحا، وألين الناس كفا، ما شممت رائحةً قطُّ مسكة ولا عنبرة؛ أطيب رائحة منه، ولا مسست خزّة ولا حريرة؛ ألين من كفه عليه الصلاة والسلام. وكان ربعة؛ ليس بالطويل ولا بالقصير ولا الجعد ولاالسبط إذا مشى أظنه قال تكفّأ. (التكفي التمايل إلى قدام)

وفي الأنوار للبغوي يقول: خدَمتُ النّبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم سنينَ فما سبّني سُبّةً قطُّ ولا ضربنِي ضربةً وَلا انتهرني ولا عبَسَ في وجهي ولا أمرني بأمر فتوانيتُ فيه فعاتبني عليه فإِن عاتبني عليه أَحدٌ من أهله قال: دعُوه فلو قدّرَ شيئا كان.

وفي الأنوار أيضا:
خَدمتُ النّبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم تسع سنين فَما قال لي لشيءٍ أسأتَ ولا بئسَ مَا صنعتَ وكان إِذا انكسرَ الشّيءُ يقول قُضيَ.

وختاما سيدي ومولاي يا رسول الله صلى الله عليك ملء الأرض ملء السماء ملء ما بينهما ملء الكائنات من أزل إلى أبد:

يا سيّد الأحباب أنت نجاتنا * وأماننا من نقمة وبلاء
بكَ فُرّجت كُرباتنا وتحقّقت * آمالنا في بهجةٍ ورخاء
أنت المُرَجّى ما لنا من شافع * إلاّك نقصده بيوم جزاء
فاقبل فديتك خدمتي بتفضُّلٍ * وتكرّمٍ يا سيدي وسخاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى