الأخبار

مدير “مركز الضياء الكندي”: الموريتانيون الأقلُّ استفادة من علم ولد بيه وغيرهم انتفع به كثيرا

قال مدير مركز الضياء الكندي للدراسات العربية، الدكتور عبد الله ولد حمدي، إن زيارات الشيخ عبدالله ولد بيه لكندا وأمريكا ساهمت في تحسن فهم الجالية المسلمة للدين، فازداد معدل زيارة المساجد وحضور الحلقات والندوات بين فئة الشباب، معتبرا أنه صحح كثيرا من المفاهيم بأسلوب مرن، وقدم فتاوى لإشكالات متعددة كانت تؤرق الشباب بمنهج وسطي.

وأضاف ولد حمدي، وهو أحد القادة التاريخيين للحركة الإسلامية في موريتانيا ويقيم في كندا: ما يهمنا في الغرب هو المحافظة على الهوية الإسلامية لأبناء الجاليات وربطهم بالمساجد؛ لبناء جيل شاهد على عصره، معتز بدينه، وقد ساعدت زيارات الشيخ المتكررة إلى المنطقة في تحقيق هذا الهدف، ولا ينكر ذلك إلا مكابر.

ونفى الدكتور عبد الله، في تدوينة كتبها على الفيسبوك، أن يكون الشيخ ولد بيه قد حاول تمييع الدين، في رد منه على بعض المعلقين على تدوينته، قائلا: هو مجتهد سابق لعصره كما تبرهن على ذلك محاضراته وكتبه المؤصلة.

وحذر ولد حمدي من أن أقل الناس استفادة من علم الشيخ ولد بيه هم أبناء بلده؛ لأن أغلبهم لا زال حبيس مقولة من ليس معي فهو عدوي، مما حرمهم من الاستفادة من الآخر، لكن نفع الله بعلم الشيخ بلدانا كثيرة أخرى، على حد تعبيره.

ورأى ولد حمدي أن “تمييع الخطاب” يصدق أكثر على بعض الحركات الإسلامية؛ لأنها سجلت في العقدين الماضيين أحزابا سياسية بأسماء مدنية، ووصفت نفسها بأنها أحزاب ذات خلفية إسلامية، ولم نعد نسمع بالمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، ولا بترسيم لغة القرآن إلا نادرا، وتقلصت حلقات التربية، وانتشرت مصطلحات سياسية في الخطابات، مثل: الديمقراطية على حساب الشورى، وغير ذلك.

وهذا نص التدوينة كاملا:

رد عام على تدوينة في صفحتي عن فضيلة العلامة الشيخ عبد الله ولد بيه

أشكر الجميع على مرورهم وتعليقاتهم المفيدة مهما كان نوعها؛ لأنها إثراء للحوار، لكني أنبه هنا إلى الملاحظات التالية:
– ما يهمنا في الغرب هو المحافظة على الهوية الإسلامية لأبناء الجاليات وربطهم بالمساجد؛ لبناء جيل شاهد على عصره، معتز بدينه، وقد ساعدت زيارات الشيخ المتكررة إلى المنطقة في تحقيق هذا الهدف، ولا ينكر ذلك إلا مكابر.
– الشيخ عبدالله بن بيه لم يحاول تمييع الدين كما يزعم البعض، وإنما هو مجتهد سابق لعصره كما تبرهن على ذلك محاضراته وكتبه المؤصلة، ويمكن أن أقول بدون تحفظ أن أقل الناس استفادة من علم الشيخ أبناء بلده؛ لأن أغلبهم لا زال حبيس مقولة من ليس معي فهو عدوي، مما حرمهم من الاستفادة من الآخر، لكن نفع الله بعلم الشيخ بلدانا كثيرة أخرى.
– إن ما يصدق عليه صفة “تمييع” للخطاب هو ما وقع مع الأسف لبعض الحركات الاسلامية، التي سجلت فى العقدين الماضيين أحزابا سياسية بأسماء مدنية، واصفة نفسها بأنها أحزاب بخلفية إسلامية، فلم نعد نسمع بالمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، ولا بترسيم لغة القرآن إلا نادرا، فتقلصت حلقات التربية وإن لم تختف نهائيا، وانتشرت مصطلحات سياسية في الخطابات، مثل: الديمقراطية على حساب الشورى، وغير ذلك. إن الآخر يعرفنا ونعرفه ولا نحتاج لأقنعة، إننا بحاجة إلى مراجعة ووقفة تأمل.
– إن قبول الرأي الآخر باعتباره وصفة طبية من وصفات العلاج لأمتنا الجريحة في زماننا أمر لا يمكن الاستغناء عنه لأن الواقع لم يبرهن بعد على فعالية أي وصفة من الوصفات المعيشة، لذا ينبغي أن نحترم الرأي الآخر بدون تخوين أو تكفير، كما ينبغي أن نؤكد على تنمية المشترك بين كل الأطياف؛ لأن العدو يستهدف الإسلام ولا يستهدف فريقا بعينه.
– وخلاصة القول إن أي أمة لا تقدر رموزها لن تراوح مكانها، لذا ينبغي أن نربي الجيل الجديد على احترام الرموز من علماء ومفكرين وقادة مؤسسات مجتمع مدني، مهما كان إطارهم المرجعي لأن غير ذلك مضيعة للوقت والجهد والمال في معارك جانبية، فالمعركة ليست بيننا، وإنما مع الآخر الذي يحاول تدميرنا واحتلال أراضينا وتفقير شعوبنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى